نوبل .. ألفرد نوبل
صفحة 1 من اصل 1
نوبل .. ألفرد نوبل
بين عام 1833 وعام 1896 عاش رجل يعرف كلّ الناس قصّتَه، ويذكرون اسمه خمس مرات في السنة على أقل تقدير، وكثير من الذاكرين ينسون أو يتناسون تفاصيل سيرته لأن اسمه أصبح رمزا، ومعلوم أن للرمز سلطة على الأذهان جبّارة تنسي أصحابها الأهمّ وتبقي لهم فتاتا من المهمّ. هذا الرجل العالم بوسعنا أن نعيد قراءة قصته في هذا الظرف الكوني تحديدا، وفي لحظة الارتباك الإنساني هذه تخصيصا، على أن تكون قراءتنا من خلال عدسة مجهرية استثنائية ربما لم يفكر هو فيها تفكيرا واضح الوعي، وهذه العدسة هي نقطة ضوئية غزيرة الكثافة لأنها حصيلة تجمّع أشعة ثلاثة: شعاع العلم وشعاع السياسة وشعاع الأخلاق. إنه العالم الكيمياوي السويدي ألفريد نوبل، ذاك الذي اخترع مادة النيتروغليسيرين، وهي الصيغة الأولى لكل التركيبات المتفرقعة، وهي كذلك نقطة الانطلاق لصناعة المتفجرات بأكملها. كان شغوفا بالعلم، وَلُوعا على وجه خاص بالعلوم التطبيقية، وكان كل مهجته للبحث والاكتشاف.
كان أبوه من طبقة الفلاحين، حصل على الهندسة والتحق بالجيش ثم ارتحل إلى روسيا وتعاطى صناعة الألغام، ولكن الابن كأخويه تربّى في كنف الرخاء، وسافر إلى الولايات المتحدة لينهل من العلم، وابتسمت الدنيا لأخويه في مجال استغلال البترول، والتأم شمل العائلة من جديد في وطنها السويد، وشرع الابن مع أبيه في استثمار ذاك الاكتشاف الكيمياوي العجيب: سائل النيتروغليسيرين الذي كان يتفجر من تلقاء نفسه فيحدث الأضرار المفزعة، وكان من بين الضحايا أحد إخوة ألفريد، فانكبّ صاحبنا على مزيد من البحث العلمي حتى اخترع الديناميت فسماه الناس مسحوق نوبل للأمان، وواصل البحث فاخترع الباليستيت الذي أصبح أساس صناعة البارود.
اجتمع لألفريد نوبل ما لم يجتمع لغيره من براءات الاختراع ومن المصانع الموزعة على مختلف البلدان الكبرى، وتدفقت إليه ثروات زادتها نماء حكمته في إدارة شؤون المال. وستزداد قصته إثارة إذا تأملنا فيها من خلال تلك العدسة الضوئية الكثيفة عند تقاطع العلم والسياسة والأخلاق، ولكل واحد من ثلاثتها سلطة: سلطة العلم وهي على العقول، وسلطة السياسة التي هي على العباد، وسلطة الأخلاق وفضاؤها الضمائر والقلوب.
ألفرد نوبل هو صانع ومخترع الديناميت المدمر والقاتل في القنابل، كما أنزل الله الحديد وجعل فيه بأساً شديداً ومنافع للناس في جانبين، كذلك كان الديناميت، فكان للقتل ومفجراً للجبال الرواسي تمهيدا لبناء الجسور. وإذا كانت الخيل والبغال تحمل أثقالا إلى أمكنة ما كنا لنبلغها إلا بشق الأنفس، فإن الطائرات الحديثة تحملنا وبغالنا وحوائجنا إلى أقصى المعمورة، بحيث إن الخيل والبغال والحمير تحتاج إلى عشرات السنوات كي تبلغها، ولذا قال القرآن "ويخلق ما لا تعلمون".
وكذلك الحال في الديناميت فالحفر باليد والمعول يحتاج إلى سنوات لشق طريق في الجبال وهو أمام مخترع نوبل ثوان، ويخلق ما لا تعلمون.
هذه الجائزة تمنح كل سنة باسمه، من ملك السويد، في حفل مهيب، ومبلغٍ من المال يصل إلى مليون دولار، وهي ليست أعظم مبلغ يمنح من الجوائز العالمية، وتمنيت أن أعرف بالضبط كم مقدار جائزة الملك فيصل، التي يعلن عنها كل عام، وهو تقليد جيد انتهجته المملكة تشجيعا للعلم والعلماء، ولكن لم ألمح مقدار المال الذي يدفع؟ أو ماذا يدفع تماما من مال وسواه؟ وهناك جائزة تمبلتون في أمريكا للأبحاث الروحية، وتزيد على مليون دولار يمنحها الملياردير المتقاعد تمبلتون.
عاش ألفريد نوبل بين عامي 1833- 1896 م وكانت ولادته في استوكهولم عاصمة السويد. درس الكيمياء في فرنسا، ثم سافر إلى الولايات المتحدة، ليدرس الهندسة الميكانيكية، تحت إشراف جون أريكسون.
وبعد إنهاء دراسته، عاد إلى السويد، وأسس مصنعا للمتفجرات في مدينة هيلانابورج، حيث بني المصنع بناء على التصميم الذي وضعه بنفسه، لكن انفجارا شديدا أطاح بالمصنع عام 1864م، وأدى الى موت خمسة أشخاص، من بينهم شقيقه إيميل.
بعد انفجار المصنع لم ييأس " نوبل "، بل تابع أبحاثه في مادة " النترو جليسرين TNT" وهي مادة شديدة الانفجار، وخطرة، نظرا لحساسيتها العالية للاصطدام والحرارة.
وبعد جهود مكثفة، توصل إلى طريقة مكنته من التعامل مع هذه المادة، ضمن حدود الأمان لأول مرة منذ اكتشافها، وذلك بتجفيف " النترو جليسرين " حتى البودرة في وسط من التراب النقاعي، مما أوصله إلى صنع الديناميت، تلك المادة القوية والقابلة للتفجر بسرعة، وفق ما يتعامل معها الفرد، ومنها ولدت كل أسلحة القتل والدمار في العالم، فكان نوبل بذلك مسؤولا عن مقتل كل إنسان بالسلاح الذي اخترعه حتى قيام الساعة، وهو الشعور بالذنب الذي امتلكه فخصص جائزته وكل ما يملك تكفيرا عن الذنب العظيم؟ ولكن ما الفائدة؟؟
بعد ذلك توصل "نوبل" إلى اكتشاف كبسولة التفجير عام 1865م، وحصل على براءتي اختراع؛ الأولى من بريطانيا، والثانية من الولايات المتحدة.
وتتابعت أبحاثه في هذا المجال ليتوصل إلى اختراع مادتي " الجيلاتين" الناسف و"البالستيت".
لاقت اختراعات نوبل رواجا عظيما، فاستدعي إلى إقامة المصانع، في كل من ألمانيا، السويد، النرويج، والولايات المتحدة، فجمع ثروة هائلة قدرت بـ 205 ملايين دولار وظفها في الصناعة وحقول النفط، التي يملكها آنذاك " باكوبروسي".
وباعتباره شخصا وديعا غير ميال للعنف، آلمه أن يرى اختراعاته تستخدم في ميادين التدمير والقتل، مما جعله يترك عند وفاته وصية بمبلغ مليون جنيه، تمنح على شكل جوائز سنوية، لأحسن عمل في ميادين الفيزياء، الكيمياء، الفيزيولوجيا، الطب، الأدب، وحفظ السلام الدولي.
وهذه الجوائز تمنح بغض النظر عن الجنسية التي يتمتع بها الفرد أو الدين الذي ينتمي إليه، والشرط الوحيد المطلوب حدده نوبل بنفسه في وصيته عندما قال: تمنح الجوائز للذين قاموا خلال العام المنصرم بمنح الجنس البشري أعظم فائدة. ومما نقل عنه نبوأته المشهورة "إن اكتشافي هذا سيقود إلى السلام، وفي الوقت الذي تدرك الجيوش أن بإمكان أحدها أن يدمر الآخر في لحظات على نحو فظيع، سوف تقف الحرب عن متابعة طريقها
كان أبوه من طبقة الفلاحين، حصل على الهندسة والتحق بالجيش ثم ارتحل إلى روسيا وتعاطى صناعة الألغام، ولكن الابن كأخويه تربّى في كنف الرخاء، وسافر إلى الولايات المتحدة لينهل من العلم، وابتسمت الدنيا لأخويه في مجال استغلال البترول، والتأم شمل العائلة من جديد في وطنها السويد، وشرع الابن مع أبيه في استثمار ذاك الاكتشاف الكيمياوي العجيب: سائل النيتروغليسيرين الذي كان يتفجر من تلقاء نفسه فيحدث الأضرار المفزعة، وكان من بين الضحايا أحد إخوة ألفريد، فانكبّ صاحبنا على مزيد من البحث العلمي حتى اخترع الديناميت فسماه الناس مسحوق نوبل للأمان، وواصل البحث فاخترع الباليستيت الذي أصبح أساس صناعة البارود.
اجتمع لألفريد نوبل ما لم يجتمع لغيره من براءات الاختراع ومن المصانع الموزعة على مختلف البلدان الكبرى، وتدفقت إليه ثروات زادتها نماء حكمته في إدارة شؤون المال. وستزداد قصته إثارة إذا تأملنا فيها من خلال تلك العدسة الضوئية الكثيفة عند تقاطع العلم والسياسة والأخلاق، ولكل واحد من ثلاثتها سلطة: سلطة العلم وهي على العقول، وسلطة السياسة التي هي على العباد، وسلطة الأخلاق وفضاؤها الضمائر والقلوب.
ألفرد نوبل هو صانع ومخترع الديناميت المدمر والقاتل في القنابل، كما أنزل الله الحديد وجعل فيه بأساً شديداً ومنافع للناس في جانبين، كذلك كان الديناميت، فكان للقتل ومفجراً للجبال الرواسي تمهيدا لبناء الجسور. وإذا كانت الخيل والبغال تحمل أثقالا إلى أمكنة ما كنا لنبلغها إلا بشق الأنفس، فإن الطائرات الحديثة تحملنا وبغالنا وحوائجنا إلى أقصى المعمورة، بحيث إن الخيل والبغال والحمير تحتاج إلى عشرات السنوات كي تبلغها، ولذا قال القرآن "ويخلق ما لا تعلمون".
وكذلك الحال في الديناميت فالحفر باليد والمعول يحتاج إلى سنوات لشق طريق في الجبال وهو أمام مخترع نوبل ثوان، ويخلق ما لا تعلمون.
هذه الجائزة تمنح كل سنة باسمه، من ملك السويد، في حفل مهيب، ومبلغٍ من المال يصل إلى مليون دولار، وهي ليست أعظم مبلغ يمنح من الجوائز العالمية، وتمنيت أن أعرف بالضبط كم مقدار جائزة الملك فيصل، التي يعلن عنها كل عام، وهو تقليد جيد انتهجته المملكة تشجيعا للعلم والعلماء، ولكن لم ألمح مقدار المال الذي يدفع؟ أو ماذا يدفع تماما من مال وسواه؟ وهناك جائزة تمبلتون في أمريكا للأبحاث الروحية، وتزيد على مليون دولار يمنحها الملياردير المتقاعد تمبلتون.
عاش ألفريد نوبل بين عامي 1833- 1896 م وكانت ولادته في استوكهولم عاصمة السويد. درس الكيمياء في فرنسا، ثم سافر إلى الولايات المتحدة، ليدرس الهندسة الميكانيكية، تحت إشراف جون أريكسون.
وبعد إنهاء دراسته، عاد إلى السويد، وأسس مصنعا للمتفجرات في مدينة هيلانابورج، حيث بني المصنع بناء على التصميم الذي وضعه بنفسه، لكن انفجارا شديدا أطاح بالمصنع عام 1864م، وأدى الى موت خمسة أشخاص، من بينهم شقيقه إيميل.
بعد انفجار المصنع لم ييأس " نوبل "، بل تابع أبحاثه في مادة " النترو جليسرين TNT" وهي مادة شديدة الانفجار، وخطرة، نظرا لحساسيتها العالية للاصطدام والحرارة.
وبعد جهود مكثفة، توصل إلى طريقة مكنته من التعامل مع هذه المادة، ضمن حدود الأمان لأول مرة منذ اكتشافها، وذلك بتجفيف " النترو جليسرين " حتى البودرة في وسط من التراب النقاعي، مما أوصله إلى صنع الديناميت، تلك المادة القوية والقابلة للتفجر بسرعة، وفق ما يتعامل معها الفرد، ومنها ولدت كل أسلحة القتل والدمار في العالم، فكان نوبل بذلك مسؤولا عن مقتل كل إنسان بالسلاح الذي اخترعه حتى قيام الساعة، وهو الشعور بالذنب الذي امتلكه فخصص جائزته وكل ما يملك تكفيرا عن الذنب العظيم؟ ولكن ما الفائدة؟؟
بعد ذلك توصل "نوبل" إلى اكتشاف كبسولة التفجير عام 1865م، وحصل على براءتي اختراع؛ الأولى من بريطانيا، والثانية من الولايات المتحدة.
وتتابعت أبحاثه في هذا المجال ليتوصل إلى اختراع مادتي " الجيلاتين" الناسف و"البالستيت".
لاقت اختراعات نوبل رواجا عظيما، فاستدعي إلى إقامة المصانع، في كل من ألمانيا، السويد، النرويج، والولايات المتحدة، فجمع ثروة هائلة قدرت بـ 205 ملايين دولار وظفها في الصناعة وحقول النفط، التي يملكها آنذاك " باكوبروسي".
وباعتباره شخصا وديعا غير ميال للعنف، آلمه أن يرى اختراعاته تستخدم في ميادين التدمير والقتل، مما جعله يترك عند وفاته وصية بمبلغ مليون جنيه، تمنح على شكل جوائز سنوية، لأحسن عمل في ميادين الفيزياء، الكيمياء، الفيزيولوجيا، الطب، الأدب، وحفظ السلام الدولي.
وهذه الجوائز تمنح بغض النظر عن الجنسية التي يتمتع بها الفرد أو الدين الذي ينتمي إليه، والشرط الوحيد المطلوب حدده نوبل بنفسه في وصيته عندما قال: تمنح الجوائز للذين قاموا خلال العام المنصرم بمنح الجنس البشري أعظم فائدة. ومما نقل عنه نبوأته المشهورة "إن اكتشافي هذا سيقود إلى السلام، وفي الوقت الذي تدرك الجيوش أن بإمكان أحدها أن يدمر الآخر في لحظات على نحو فظيع، سوف تقف الحرب عن متابعة طريقها
حابس نمله ومعذبها- عضو متميز
- عدد الرسائل : 171
العمر : 37
دعاء :
تاريخ التسجيل : 06/05/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى